9
عادات بسلوكك المالى تمنعك من الثراء
"
لو رآنى جنيها مُلقى على الأرض .. لنمًت له أرجل و صار يجرى منى حتى لآ ألحق به ..
انه على استعداد كامل للوقوع بفتحات احدى المصارف العمومية وملاقاة مصيرمجهول ..
أفضل له من أن احصل عليه" ... " ان الذهب بيدى ... يتحول الى رمال صفراء
".. او " ان الخضره بيدى .. تصبح يابسه " ... مئات من تلك العبارات
تستطيع ان تسمعها من الاف الناس ، الذين يعتقدون بأن صنع المال يحتاج الوفير من
الحظ وهم لا يملكون ايا منه .. ولكن صدقنى يا عزيزى فالحظ قد لا ننكر انه عامل او
على الأقل هو احدى الطرق التمهيدية ، ولكن انضباط
النفس و الإتزان و العمل الجاد هو الطريق الحقيقى للوصول الى الهدف. فنصيحتى لك ان
تكون مستعدا بخصال الأغنياء حتى اذا ما جائت لك الفرصة او الحظ ( ايا كان تعريفك
لها) فتستطيع اقتناصها . كذلك نتعرض فى هذا المقال للأسباب الأساسيه التى تحول
بينك وبين الوصول الى اهدافك الماليه ، فلنبدا:
1) عدم امتلاك خطة مسبق
لمالياتك :
ان افتقاد الخطة
ماليه التى ترسم سلوك القرارات الماليه هو
ما يميز سلوك 92% من البشر (طبقا لدراسة جامعة سكرانتون). فالأفراد بدون خطة مالية
يصرفون أكتر مما يفترض بهم صرفة عند زيارة السوبر ماركت و يقعون فريسة لعروض
ترويجية هم بغير الحاجة لهم . صدقنى يا عزيزى ان اعدادك لخطة مسبقة ( موازنة راتب
مثلا) هيا مفتاح الصرف الواعى و تمكنك من الإدخار الصحى الذى يساعدك على النمو .
أبداء اليوم بكتابة قائمة باحتياجاتك الأسبوعية من البقالة ولا تخرج عنها مهما
كانت المغريات وستجد وفرا كبيرا.
2) افتقاد الثقافة
المالية الأساسيه:
افتقاد ثقافة
التمويل قد يجعل خططك المالية اذا وجدت، خطط غير منطقية او غير قابلة للتحقيق. معظم
الناس تفتقد لتلك الثقافة بمجتمعاتنا العربية للأسف. مقارنة بالدول الغربيه ، تجد بدولنا
العربية قليلون هم من يعرفون ما معنى سعر الفائدة؟ كم سيكلفنى استخدام البطاقة
الإئتمانية فى عمليات الشراء؟ هل من الأفضل سداد الإلتزامات البنكية اذا ما رفعت
البنوك المركزية سعر الفائدة؟ وهل من الأفضل اللجوء لشركات التأمين لتغطية المخاطر
المختلفة أو التحوط لتلك المخاطر من خلال عمليات الإدخار التقليدية ؟ وغيرها من العديد من الأسئلة التى من المفترض
أن تشكل قراراتنا اليومية . لذا ننصحك وبشدة للعمل على تنمية ثقافتك المالية .
فحفظ اللأموال من الضياع لا يقل أهمية عن تنمية أموال جديدة . المال هو المال يا
صديقى.
3) عدم الصبر.
منذ سنتين تقريبا
نصحت أحد عملائى بإستثمار 20% من محفظتة بالذهب، و بالفعل أشترينا الذهب عند
متوسط 1500 دولار للأوقية و بعدها أرتفع
الذهب بشكل بطىء وظل ثابتا بين حدود سعرية مابين 1700 الى 1800 دولار لآخر 12 شهرا
تقريبا. وبالرغم من اتفاقنا ببداية التوصية على الإحتفاظ لمدة 3 سنوات الا انه قبل
مرور عامين بفترة بسيطة قرر العميل انة تململ (فقد صبره) و يوجد فرص استثمارية
أفضل . و بالفعل بعنا الذهب عند 1770 دولار تقريبا بشهر يناير 2021 . و الآن
بنهاية فبراير ، وبعد مرور شهر واحد قفز الذهب لأعلى من 1970 دولار ( بعد الغزو
الروسى لأوكرانيا).
ينصح البروفيسور
شلومو بينارتزى بعدم تحميل اى من تطبيقات اسعار و اخبار الأسهم على الجوالات
الذكية . وذلك لأنها تؤدى بالمستثمرين لإتخاذ قرارات سريعة و غالبا القرارات
السريعة هى قرارات خاطءة تحول بين متخذها و بين تحقيق أهدافة المالية على المدى
المتوسط و البعيد.
النجاح المالى هو
عملية تأخذ وقتا طويلا وتحتاج الى الثبات معظم الوقت و التعديلات والتغيرات
المحسوبة ببعض الوقت ، وغالبا ما تحتاج مخطط مالى محترف بهذة الرحلة .
4) افتقاد مهارة
التفكير خارج الصندوق:
أن تفعل نفس الفعل
وتتوقع نتيجة مختلفة هو عدم واقعيه. وكذلك ان تمارس نفس العادات و تتوقع ان يأتى
التغيير من تلقاء نفسه لهو ضرب من الخيال. لذا توقف عن تضييع وقتك الثمين الذى لا
يقدر بثمن و ابدأ التغير من نفسك، من معتقداتك، من طريقة تحليلك للأمور. عمل ما
يعرف بعمليات العصف الذهنى Brain Storming قد تكون أفضل الطرق لتوليد أفكار من خارج صندوقك.
5) عدم القدرة على زيادة
معدلات الإدخار:
تخيل معى هذا المثال
البسيط: كلا من السيد أحمد و السيد مينا يحتاجان مصروف شهرى 10 آلاف جم ، ودعنا
نفترض ان راتب السيد أحمد 11 ألف جم و راتب السيد مينا 20 ألف جم ، لذا قد يبدو
للوهلة الأولى ان السيد مينا يبلغ راتبه تقريبا ضعف راتب السيد أحمد ، ولكن رؤيتنا
للموضوع يجب أن تكون ان السيد مينا قد يدخر 10 أضعاف ما يدخرة السيد أحمد. فبينما
يدخر أحمد 12 الف جم سنويا ، يستطيع مينا أن يدخر 120 ألف جم سنويا. و بعد عدد من
السنوات سيكون مينا أغنى بعشر مرات من أحمد بالرغم من أن راتبة كان فقط ضعف راتب
أحمد . و لكن سر نجاح مينا أنه حافظ على مستوى انفاق معتدل بالرغم من زيادة راتبة ،
فتمكن من ادخار أكبر ، يمكن توجيهة فى استثمار عقارى او استثمار شهادات بنكية او
اى استثمار آمن آخر.
6) عدم القدرة على
تقييم الأصول .
فى البدايه يجب أن
نعى تماما أن هناك فرق كبير بين القيمة و السعر. وليس من الضرورى ابدا أن تتساوى
القيمة والسعر. فالسعر واحد ولكن القيمة تختلف من شخص لآخر. فمثلا سعر موبايل
الآيفون ثابت لكل الناس عند 25 ألف جم ، ولكن قيمتة لمصور فوتوغرافى او ليوتيوبر
كبيرة جدا (لأنه يولد منه دخل نقدى) ، بينما قيمته بالنسبة لمستخدم عادى لا تتجاوز
قيمة موبايل عادى ب 5 آلاف جم مثلا. لذا يجب عليك التفكير جيدا قبل شراء اى سلعة ،
ما هى قيمتها بالنسبة لى و هل السعر يناسب القيمة ؟
7) الإعتقاد بأن التملك
أفضل من الإيجار.
يعتقد البعض أن
العيش داخل شقة تكون ملكهم هو الخيار الأفضل على الإطلاق، حتى لو كانت هذه الشقة
قديمة وغير مريحة، هذه الفكرة الخاطئة لم تعد تصلح في هذا العصر، بما أن تملك
العقارات لم يعد أمرا ضروريا، بل من الأفضل التمتع بحرية الحركة، والعيش في المكان
الذي يناسب عملك وتشعر فيه بالراحة. بالإضافة إلى ذلك
فإن مفهوم التملك بات يصبح تدريجيًا مختلفًا عما مضى، فالناس يميلون في زماننا
الحالي للتملك بهدف الاستثمار لا بهدف الاستقرار، أما بالنسبة للسكن فأينما توفر
العمل والبيئة المريحة فهم هناك.
8) عدم تغيير اشتراكاتك
المفوترة .
جلست اتسامر مع احدى
أصدقائى المطورين لأحد التطبيقات المختصة بتقديم التدريبات الرياضية ووصفات
الأغذية الصحيه. وتقوم فكرة التطبيق على عرض فيديوهات تمارين رياضيه مقسمة على 4
او 5 مراحل ملحقا بها جدول التغذية لكل مرحلة . فسألته سؤال قد يبدو تلقائيا و
سطحيا عند البعض، ما الذى يجعل مشتركون التطبيق يدفعون لك شهريا لفترات طويلة؟
فبإشتراك شهر واحد أستطيع أن أرى و أحمل كل الفيديوهات و جداول التغذية الملحقة
بها ولا حاجة لى بإستكمال الإشتراك معك للشهر الثانى . فكانت إجابته : كسل الناس .
فالمشتركون يتكاسلون عن تعديل اشتراكهم أو الغاؤة بعد ان يشتركون أول مره . فبعضهم
لا يشعر بقيمة الخصم البالغة 3 دولار شهريا من حساب بطاقتة الإئتمانية ، وبعضهم
ينوى الغاء الإشتراك هذا المساء أو غدا ولكن دائما ما ينشغلون وها أنا أصنع المال
بسبب تلك الثغرة. لذا أنصحك عزيزى القارىء بالإجتهاد بمراجعة كل اشتراكات
التطبيقات و الإنترنت و حتى شبكات الإتصال ، سواء الإلغاء التام لما لا تحتاجة أو
البحث عن البديل الأنسب بسعر أفضل أو اقتناص فترات الخصومات و العروض.
9) عدم اللجوء لنصيحة المتخصصين
بالمجال المالى .
دوما ما كانت ادارة
الأموال والثروات هيا علم و فن. المامك بمعدلات الفائدة و مفاهيم تكلفة الفرصة
البديلة و معادلات خصم التدفقات النقدية المستقبلية ليست كافية أو بديلة لإستشارة
المتخصصين بادارة الأموال و تحليل الفرص الإستثمارية المناسبة لظروفك الخاصة أو
ارشادك لأفضل طرق الإدخار الآمن أو افضل منتجات التأمين وغيرها. احتياجك الى الإستشارات
الماليه من المتخصصين لا تقل أهمية عن احتياجك للإستشارات القانونية او الإستشارات
الطبية عند الحاجة.
يشرفنا استقبال تعليقكم الكريم لإثراء المحتوى و تبادل الخبرات و الإجابه عن اى استفسارات